تراجع الأسهم العالمية- مخاوف النمو الصيني تهز الأسواق

شهدت مؤشرات بورصة وول ستريت الرئيسية انحسارًا عن مستوياتها القياسية التي بلغتها عند الافتتاح في تعاملات يوم أمس، وذلك في أعقاب صدور بيانات اقتصادية صينية متباينة. وقد أثارت هذه البيانات مخاوف متزايدة بشأن احتمالات تباطؤ وتيرة النمو على الصعيد العالمي، الأمر الذي انعكس سلبًا على أسهم الشركات والقطاعات التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بسلامة الاقتصاد الأمريكي. ووفقًا لـ "رويترز"، فقد تراجع مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 24.5 نقطة، أي ما يعادل 0.07 في المائة، ليصل إلى مستوى 35490.83 نقطة. كما انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنحو 6.4 نقطة، أو 0.14 في المائة، مسجلاً 4461.65 نقطة. وشهد مؤشر ناسداك المجمع انخفاضًا مماثلاً، حيث هبط بمقدار 51.4 نقطة، أو 0.35 في المائة، ليصل إلى 14771.53 نقطة. وعلى صعيد آخر، توقفت المكاسب التي حققتها الأسهم الأوروبية على مدار الأيام العشرة الماضية، وذلك في أعقاب التباطؤ غير المتوقع الذي شهدته المؤشرات الاقتصادية الصادرة من الصين. وقد سجلت الأسهم المرتبطة بالسلع الأولية أكبر الخسائر في السوق الأوروبية. وانخفض مؤشر ستوكس 600، الذي يضم أهم الأسهم الأوروبية، بنسبة 0.5 في المائة، متراجعًا عن المستويات القياسية التي سجلها في الأسبوع الماضي. وقد تأثرت أسهم شركات النفط والتعدين بشكل خاص، حيث انخفضت بنحو 1.5 في المائة، وذلك نتيجة لتضرر أسعار السلع الأولية جراء البيانات الصينية التي عززت المخاوف بشأن تراجع الطلب في أكبر دولة مستهلكة للمعادن والنفط في العالم. وكشفت البيانات الصينية عن تباطؤ حاد في إنتاج المصانع ومبيعات التجزئة خلال شهر تموز (يوليو)، حيث جاءت الأرقام دون التوقعات، وذلك بسبب تعطل الأنشطة الاقتصادية جراء التفشي الجديد لفيروس كوفيد - 19 والفيضانات التي أدت إلى تعطيل أنشطة الأعمال. وفي إطار أخبار الشركات، قفز سهم شركة السيارات الفرنسية "فورسيا" بنسبة 6.5 في المائة، وذلك بعد إعلانها عن اتفاق لشراء حصة في مجموعة إضاءة السيارات الألمانية "هيلا" في صفقة بلغت قيمتها 6.7 مليار يورو، متفوقة بذلك على عروض من منافسين آخرين. وكان سهم "هيلا" قد سجل مستوى قياسيًا مرتفعًا في الأسبوع الماضي توقعًا للصفقة، إلا أنه تراجع أمس بنسبة 1.9 في المائة. كما انخفض سهم شركة الطيران الألمانية "لوفتهانزا" بنسبة 4.4 في المائة، وذلك بعد إعلان وكالة تمويل ألمانية عن نيتها بيع ما يصل إلى ربع حصتها البالغة 20 في المائة في شركة الطيران خلال الأسابيع القليلة المقبلة. وفي الأسواق الآسيوية، تراجعت الأسهم اليابانية في تعاملات يوم أمس، وذلك بسبب المخاوف المتزايدة بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي جراء انتشار السلالة المتحورة دلتا شديدة العدوى من فيروس كورونا، والتي أثرت سلبًا على معنويات المستثمرين. كما انخفضت أسهم شركتي تويوتا موتورز وسوني جروب، وهما من الشركات ذات الثقل الكبير على المؤشر، وذلك بسبب قوة الين. وتراجع مؤشر نيكاي بنسبة 1.62 في المائة ليغلق عند 27523.19 نقطة، وهو أكبر انخفاض له منذ 30 تموز (يوليو). كما نزل مؤشر توبكس الأوسع نطاقا بنسبة 1.61 في المائة إلى 1924.98 نقطة، وهو أكبر تراجع له منذ 21 حزيران (يونيو). وعلق نوريهيرو فوجيتو، كبير محللي الاستثمار لدى ميتسوبيشي يو.إف جي. مورجان ستانلي سيكوريتيز، قائلاً: "لا تزال اليابان متأخرة مقارنة بالولايات المتحدة وأوروبا في اتخاذ إجراءات فعالة لمكافحة كوفيد - 19، بما في ذلك حملات التلقيح. وقد يؤدي ذلك إلى تراجع أداء الاقتصاد". وأضاف فوجيتو أن "النتائج الأسوأ من المتوقع لمسح المستهلكين الذي أجرته جامعة ميشيجان تشير إلى تأثير السلالة المتحورة دلتا في الولايات المتحدة، الأمر الذي أضعف قيمة الدولار". وكان المسح الذي نشر في الأسبوع الماضي قد أظهر تراجع معنويات المستهلكين إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2011، وذلك وسط تسارع وتيرة الإصابات بالسلالة المتحورة دلتا. وفي سياق منفصل، أظهرت البيانات الرسمية أن الاقتصاد الياباني قد تعافى بوتيرة أسرع من المتوقع في الربع الثاني من العام الحالي. ومع ذلك، يتوقع العديد من المحللين أن يظل النمو متواضعًا في الربع الحالي، وذلك مع إعادة فرض القيود الرامية إلى الحد من الارتفاع الحاد في إصابات كورونا. وهبط سهم شركة تويوتا موتورز، التي تركز على التصدير، بنسبة 1.53 في المائة، بينما انخفض سهم شركة هوندا موتورز بنسبة 1.57 في المائة. كما نزلت أسهم مجموعة سوني بنسبة 2.24 في المائة. وفي المقابل، قفز سهم شركة فوجي فيلم القابضة بنسبة 6.78 في المائة، وذلك بعد أن رفعت الشركة المصنعة للمعدات الطبية توقعات أرباحها التشغيلية السنوية بنسبة 20.9 في المائة.